في صحيفة الوقت : علماء الدين والإنترنت

نشرت صحيفة الوقت في عددها الصادر يوم الخميس 7/6/2007م ، ضمن ملف بروفايل حواراً مطولاً مع السيد محمود الموسوي وسماحة الشيخ حبيب الجمري ، حول علماء الدين وشبكة الإنترنت ، وتجربتهما الشخصية في ذلك ، وقد أجرى الحوار حسين المحروس. حــوار بروفـــايل..
من ثورة «الكاسيت» إلى المعلـومة الحقّ .

الوقت - حسين المحروس:

لم تكن الوسائل الإعلامية كثيرة أمام مناهضي نظام الشاه الإيراني: أشرطة كاسيت، ومنشورات سيئة الطباعة لكنها تقرأ على كل حال. في العام 1978 بدأت «ثورة الكاسيت» التي قادها وبثّها الإمام الخميني من فرنسا إلى إيران.

aaaوقتها كانت إيران جنهم تغلي بتيارات لا حدّ لثورتها وغليانها. كان لشباب ما عرف آنذاك ''بالجبهة الإسلامية لتحرير البحرين'' دور غير عادي في تهريب كاسيتات خطب الإمام الخميني إلى داخل إيران. كانوا مثاليين في ذلك ليسر دخولهم، والتساهل في تفتيشهم. سقط الشاه العام 1979 وسميت الثورة باسم «ثورة الكاسيت». الثورات استغلت التقنية، واستغلت الجنسيات المختلفة أيضاً. ولو قامت ثورة جديدة في مكان ما من العالم اليوم فإنها لن تستغني عن المدونات الإلكترونية «البلوجرز». انتشرت أشرطة المحاضرات الدينية السياسية في البحرين: هادي المدرسي، محمد تقي المدرسي، حسن الشـــيرازي، عبد الحميـــد المهاجــري، حســن الصفــار، عبــد الحميد كشك، أناشيد من إنتاج الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين امتداد ''حزب الدعوة''. منشورات. صور كارتونية مناهضة.

الآن.. وبعد مرور أكثر من 25 على تلك الوسائل والتقنيات وبعد أن أصاب الجماعة تحولات وانقسامات، وصار مقلدو السيد الشيرازي يطلقون على أنفسهم اسم''التيار الرسالي''، والآخرين سوف يصبحون ''التيار- إن شاء الله- الرسالي'' كيف صارت سيرتهم مع التقنية؟ خصوصاً الكمبيوتر ومتعلقاته؟ هل صحيح أنّه التيار الأكثر استخدماً لهذه التقنية؟ إلم يرجع ذلك إن صحّ الأمر؟ هل فتحتهم على العالم؟ هل فتحوا أنفسهم عليه؟ هل صارت الحواسيب مجالسهم؟ كان السائل يأتي إلى الشيخ في مجلسه ويطرح عليه أسئلة ويجيبه. طبعا لا أنسى المرحوم الشيخ سليمان المدني وقصته مع التكنولوجيا ومع الإنترنت ومع الكمبيوتر.

بروفايل التقت بالسيد محمود السيد عدنان الموسوي، والشيخ حبيب أبو حمزة حول هذا الموضوع:

aaaa* بروفايل: السيد الموسوي علاقتك بهذه التقنية ليست حديثة وموقعك الكتروني الذي تديره وتحدث معلوماته بنفسك. الشيخ أبو حمزة يبدو لي أن لك قصة مع الفلاش ميمري، وعندما انتقلت من هاتف عادي إلى آخر متطور جداً حدثت لك مشكلة.

الموسوي.. متى اشتريت الفلاش ميمري؟

- الموسوي: منذ قرابة العام طبعا هي ليست الوحيدة فلقد أتلفت أكثر من واحدة

* بروفايل: كم واحدة لديك؟

- السيد: اثنتان إضافة إلى التي أحملها..هذه.

* بروفايل: هل أنت من يقوم بشرائها؟

- السيد : أكيد

* بروفايل: الشيخ حبيبب أبو حمزة هل لديك ميمري فلاش؟

- الشيخ أبو حمزة: نعم.. اشترتها مؤخرا زوجتني سبقتني لشراء الميمري فلاش فهي من أدخلتني إلى عالم الميمري فلاش كله.

* بروفايل: تجعلون النساء يدخلونكم عالم التقنية..

- أبو حمزة:هذا شيء جيد (يضحك)

* برفايل: ألا ينال ذلك من المشيخة أو الذكورة؟

- أبو حمزة:علاقتنا مع المرأة كثيرا ما نقودها بشكل صحيح، ولكن نترك لها مجالا لكي تقودنا، أنا سبقتها إلى عالم الكمبيوتر والإنترنت فلقد كانت أمية في ذلك المجال، لكني كنت أخبرها بأنها إن وصلت إلى هذا العالم فسوف أخسر الجهاز، وفعلا حدث ذلك.

* بروفايل: كيف خسرت الجهاز؟

aaaaa- أبو حمزة: خسرت الوقت المتاح لي لاستخدام الجهاز، وعلمت بناتي عليه أيضا. فجأة اكتشفت أن لدي 3 نساء في البيت (ابنتاي وزوجتي) يتسابقن إلى التقنية وتفوقن في الوقت الذي حرموني فيه منها (حرموني من الجهاز) وأنا كما تعلم وقتي محدود. الآن لدينا جهازان في البيت وخط انترنت واحد.

؟ بروفايل: أريد أن أطرح نقطة علاقة علماء الدين، علاقة الحركة الإسلامية في البحرين مع الثورة الإسلامية في إيران. كان الكاسيت والمنشورات وسيلتين لنشر الثورة ولا يوجد تقنية ثالثة، ومع ذلك فلقد تم استخدامهم استخداما مكثفا جدا خصوصا المنشورات التي قامت بدور أكبر من دور الكاسيت بكثير.

- الموسوي: استخدام الفاكس أيضا..

* بروفايل: نعم استخدام الفاكس في فترة التسعينـات أكثر. تلك الجماعة كان لها علاقة بالتقنية منذ زمن: الآن هل التيار الرسالي أكثر مستخدمي هذه التقنية فعلا الآن؟

- الموسوي: بداية دخول الخط الرسالي على التقنية نابع من أساس نظرتها إلى الآليات ( جميع الآليات) بمعنى أن الدين دين مقاصد وغايات وليس وسائل وشكليات، هناك أهداف، هناك غايات هي المقدسة فبالتالي أي أمر يؤدي إلى هذا ما دام في إطار سليم فمن الطبيعي أن يقبلون عليه، فالجهاز الذي يسرع المعلومة، الجهاز الذي ينقل المعلومة، فستكون لدينا نتيجة أننا ننقل معلومة رسالية، معلومة نعتبرها حق إلى مجالات أخرى، فستكون العملية أسرع.
أذكر قصة لسماحة المرجع السيد محمد تقي المدرسي، وكانت على لسانه في الحج، يوم كانوا في إيران أيام الثورة أول حركة أحضرت جهاز فاكس هي الحركة الرسالية. يقول سماحته: نحن سمعنا بالفاكس فقط في الأخبار، حاولنا وحاولنا إلى أن أحضرناه، حتى أن الوسط الديني كان مستغربا ( جهاز ينقل ورق من بلد إلى آخر!!) أول ما ظهر الانترنت أيضا، أصبحت هناك إنطلاقة سريعة، مواقع المرجعيات إلى المؤسسات فلقد كان المؤسسات الموجودة كثيرة فكل مؤسسة في أي بلدة من البلدان أصبح من ضمن أنشطتها الإعلامية هي فتح موقع على الإنترنت تعرض نفسها بوابة ونافذة وكخدمة للآخرين. فالإنترنت جاء ووسع الآفاق من أجل أن تصل الغاية بشكل صحيح أو الفكرة السليمة إن صحّ التعبير، وانتشرت إلى هذا اليوم، فإذا كانت الحوزة دخلت في الإطار التكنولوجي سواء الكمبيوتر، الدروس، فلقد كان لدينا في الحوزة في سوريا غرفتان تقنيتان: غرفة خاصة بالمحاضرات والخطابات، وغرفة خاصة بالدروس ابتدأت بالأشرطة، وانتهت بالكمبيوتر،إلى الأقراص المدمجة إلى الإنترنت، فدائما تكون سباقة وسريعة لاستخدامها. الآخرون أيضا استخدموها، ولا ننفي ذلك ولكن أنا أتكلم عن هذا الواقع. فمن الطبيعي عالم الدين الذي يتخرج من هذه الحوزة سيكون قد عاش تلك البيئة (بيئة التكنولوجيا) وسينتقل لها بشكل سريع وسهل وسيألفها ويعيش فيها ويعطي من خلالها أيضا.

* بروفايل: تحدثت عن المعلومة الحق، هل هناك معلومة ''ليست حق'' ؟

- الموسوي: الفكرة الحق، أو بتعبير آخر الفكرة السليمة، نأخذ الفكرة القرآنية فكرةً حقيقة وسليمة وبالنتيجة نطرحها كفكرة حق للآخرين باعتبار أن مصدرها هو القرآن الكريم أو بالنتيجة السنة وأهل البيت فهذا تعبيرنا للفكرة الحق التي نعتقد نحن بأنها سليمة باجتهادنا المنضبط ضمن الثوابت العامة عند المسلمين.

* بروفايل: هذه التقنية تنقل فكرة أم معلومة؟

- الموسوي: تنقل فكرة ومعلومة أيضا.

-أبو حمزة: هناك معلومة حق ومعلومة باطل إذا حددنا المصطلحين حقا وباطلا، نحن نعيش في عالم من الأوهام والأكاذيب فلا فرق بين الأوهام والأكاذيب قد تكون لدي معلومة أبثها وهي عبارة عن وهم.

* بروفايل: إذن المعلومة الحق هي المعلومة الصادقة؟

- أبو حمزة: نقصد بها المعلومة الصحيحة، فهناك معلومات صحيحة ومعلومات كاذبة وعامة الناس في بحر من الأكاذيب.

* بروفايل: ماذا نفعل بالمعلومة التي تتحول بعد فترة إلى كذب؟

- أبو حمزة: نتخلى عنها فورا إلى المعلومة الصحيحة طبعا في حدود المسائل الثقافية وليس اليقينيات.

* بروفايل: هل لديك فكرة سماحة السيد عن عدد مواقع التيار الرسالي الآن؟
- السيد: صعب.

* بروفايل: سيد محمود هل تعتقد أن الحوزات البحرينية تفوقت في التقنية على الحوزات الأخرى في الخارج مثل حوزات النجف وحوزات قم؟

- الموسوي: لا.. أبدا هي في آخر الركب. فلنتحقق بداية أنها دخلت ذلك العالم. الاستخدامات التي نراها في حوزات البحرين هي استخدام للإدارة، جداول.. أسماء، استخدام بسيط جدا وابتدائية. استخدام الحوزات الخارجية استخدام متقدم جدا لأنه بدأ منذ زمن، فتعليم الكمبيوتر موجود في كثير من الحوزات فالطالب نفسه يتعلم كيف يتعامل مع الجهاز. شيء آخر إنشاء لجان تقوم بمواقع الكترونية من العلماء وغير العلماء، فعلى سبيل المثال، لو تذهب حوزة من الحوزات في الخارج تشاهد 3- 4 غرف (غرفة شبكة كذا، وغرفة شبكة كذا.. ألخ كل منها شبكة مستقلة لا علاقة لها ببعض والحوزة هي من يرعاها، ولكن في البحرين لا يوجد مثل ذلك. هناك محاولات أن تكون هناك مواقع للحوزات لكن ليس بنفس القوة، فالمواقع الموجودة لمكاتب المشايخ، مواقع للشخصيات فقط وهي التي نجحت وقدمت شيئا إلى الناس.

- أبو حمزة: التيار الرسالي، هناك فكرة مهمة جدا لالتحاق كثير من الشباب في بواكيرهم-بواكير الحركة الرسالية- اعتقد فكرة رجل الدين المتفوق الذي يملينا تحررا وتفوقا وتطلعا إن صح التعبير وبالتالي نحن انجذبنا إلى ذلك التيار أو لهذه المدرسة لما وجدنا في رجل الدين سواء الشيرازي أو المدرسي من كونه متفوق في كثير من الأمور فنستطيع أن نتماهى معه، على سبيل المثال في البحرين أثر فينا السيد هادي المدرسي فلقد كان متفوقا على جيله التقيت به قبل عامين في سوريا رايته يتحدث عن سوق دبي التقنية ويحللها ويتحدث عن آخر الابتكارات الدولية التي تنزل في سوق دبي، بعدها عرج على الفرق بين دبي والبحرين، وكيف أن البحرين كانت متفوقة اقتصاديا على دبي، وكيف صارت الآن دبي. .ألخ، كان لديه أيضا فلاش ميمري،علاوة على (MB3) يتابع فيها المحاضرات العربية والإنجليزية. اقترح عليَّ أن اقتني الأستاذ سي دي على حد تعبيره. العقلية التي تربينا عليها هي استيعاب هذه الآليات. توجه الحركة الرسالية للإنترنت للمواقع الإلكترونية كان سباقا لسببين: الأول هو ما تفضل به سماحة السيد وهو نشر الفكرة كما يعتقدون في وقت قياسي. والثاني حالة المظلومية الحقيقية أو الوهمية. قبل عشر سنوات سألني أحدهم: لماذا أنتم الشيرازيين غزوتم الإنترنت بمواقعكم؟ فقلت له: حتى نقوم بهدم جدار الظلم والأكاذيب التي أحيطت حولنا، أيضا الحالة الفضائية الآن أصبح التيار الرسالي هو البوابة التي تستوعب كل التيارات الأخرى عبره للنشر.

* بروفايل: ما هي الحوزات التي تمتلك مواقع إلكترونية؟

- الموسوي: في البحرين 10 حوزات ليس لواحدة منها موقع. هناك احتمال حوزة خاتم الأنبياء للسيد الشيخ عبدالعظيم البحراني لا تستغرب أن يكونوا فهم السباقون.

- أبو حمزة: الإيرانيون والعراقيون تفوقوا في هذا. وحينما تنكشف حالة اللاأمن في العراق راح يتفاجأ العالم بأن أناس كثر قاموا بترتيب أنفسهم. الحوزات ستصبح جامعات ومعاهد بها التقنية هذه.

* بروفايل: ما قصة الموسوي بالإنترنت؟

- الموسوي: قبل أن يدخل الإنترنت البحرين كنت شخصيا متابعا للملفات التي تطرح في المجلات حول الإنترنت. هذه المتابعة عرفتنا على الإنترنت وعلى ما يقدمه من خدمة كبيرة في مجال التواصل الإنساني عموما وأيضا نشر الثقافة وأيضا الإطلاع والتثاقف مع الآخرين. تابعت نقاشات كثيرة بين شركات أجنبية وشركة بتلكو حول إدخال الإنترنت. حينها كتبت مقال في مجلة المجلة اللندنية '' المشروع العربي للإنترنت'' هذا المقال يتحدث عن ماذا: يفترض على الدول العربية أن لا تبطئ أكثر من هذا لإدخال خدمة الإنترنت حيث كانت هناك هواجس كثيرة من مخاطر الإنترنت كلها أوهام أمنية.

أول ما دخلت الخدمة ذهبت مع أحد الأصدقاء إلى انترنت كافيه، وكان أول مقهى فتح للإنترنت في السلمانية. ذهبنا رأسا ووقفت إلى جانب الجهاز لا أعرف ماذا أفعل، فطلبنا من الآسيوي القائم على المحل أن يرشدنا فاخبرنا عن مكان كتابة العنوان فاشرنا بأنه لا عناوين لدينا! عندها طلبنا منه أن يفتح لنا موقع (أين) وهو محرك بحث قبل غوغل.

* بروفايل: بصراحة سيدنا.. ما أول شيء بحثت عنه في الإنترنت؟

- الموسوي: الإمام الشيرازي، لأننا نعلم بأن مرجعية الشيرازي تمتلك موقعا.

* بروفايل: غريبة. عادة وفي الأيام الأولى للباحثين في الإنترنت ما يفتحون المواقع الإباحية الجنسية.. ؟ (كان الصحافي يقصد بالغريبة أن الشباب عادة يدخلون هذه المواقع).

- الموسوي: هداهم الله. . الطريف في الأمر، نحن كتبنا في محرك البحث كلمة (الشيرازي) وفجأة ظهرت لنا مجموعة من الخيارات أول موقع ظهر لنا هو تعارف بين الأولاد والبنات، والأدهى من ذلك ظهرت لنا صور البنات، فقلنا تلك هي البداية؟. .صور بنات عاد! لأن البحث يعطيك أكثر من نتيجة للبحث وعليك أن تختار.

* بروفايل: من كان معك؟

- الموسوي: الشيخ محمد حسن يصغرني بسنة واحدة. انتقلنا لآخر ومع تغيير في حروف الكلمة إلى أن وصلنا إلى مبتغانا. تطور الأمر لتدخل الخدمة إلى البيت بالطريقة الأولى ( الدايل أب) وكانت بطيئة. بالمناسبة بريدي الإلكتروني لم يتغير منذ ذلك اليوم على ''الهوتميل''، بعدها طرأت فكرة إنشاء موقع وكانت فكرة أحد الأخوة فقال: انتم بالنتيجة لديكم كتابات لماذا لا تقومون بتدشين موقع، فوافقت ولكن بشرط أن أقوم أنا أيضا بالتعلّم وبالفعل جلسنا وتعلمنا لغة الهوتميل (عن طريق الفرونت بيج) على النظام القديم وكان شيئا متعبا، بعكس الحال الآن، إذ يتحتم عليك أن تضع ''كودا'' طويلا عريضا بكل دقة، كما كنا نستعين بالمواقع التي تعطي مساحات مجانية وكان اسم الموقع على ما أذكر (كروس ون) وبدأنا ولم تكن في الموقع صور فلم أضع فيه حتى صورتي.

* بروفايل: لماذا؟ مسألة دينية؟

- الموسوي : لا.

* بروفايل: اختلف الأمر الآن فصورك في كل مكان في موقعك. ويش السالفة؟

- الموسوي:لأن الحقوق صارت مسلوبة، فهناك شخص يدعى محمود الموسوي، فحين أقوم بتأليف كتاب ينسب للآخر، أكتب مقالا معينا ينسب لشخص آخر.

* بروفايل : كذلك الحال معي فهناك خمسة أشخاص يدعون: حسين المحروس.

- الموسوي: موقعي أنشأته في منتصف التسعينات. صار نافذة لنا على المجتمع، نافذة بشكل كبير جدا، فلدينا قسم خاص على شبكة بني جمرة نجيب فيه عن الاستفسارات أو عبر الموقع نفسه نجيب عن الأسئلة، وهناك أسئلة نستطيع نشرها وأخرى لا نستطيع لخصوصيتها.

* بروفايل: إذن الفكرة تغيرت وتحولت من عالم الدين يزوره الناس في مجلسه ليتلقى الأسئلة أما الآن فيكفي أن يجلس على مكتبه الخاص ويستقبل الأسئلة؟

- الموسوي: يزور العالم 5 أشخاص في مجلسه، وهناك 500 شخص يمنعهم الحياء من زيارة المجلس، فاستطعنا عن طريق الموقع أن نحل الكثير من المشكلات الأسرية بين الزوج وزوجته

* بروفايل: هل ساعدك أحد في إدارة الموقع؟

- الموسوي: أنا من يدير الموقع وأجيب عن القضايا كافة والاستفسارات، ولكن في مسائل التصميم والتقنية تلقيت المساعدة من بعض الأصدقاء، فنحن نبتعد عن المسائل التقنية التي تبعدنا عن المطالعة وعن الموضوع الأساسي الذي من أجله أنشأنا الموقع، فنحن أنشأنا الموقع ليس لنعمل فيه تقنيا، وإنما لتقديم فكرة ومساعدة للآخرين.

* بروفايل: لماذا لا تجيب عن سؤال الشيخ حبيب وهو لماذا لم تشرك زوجتك في الموقع ؟

- الموسوي:زوجتي داعم لوجستي غير مباشر، أنا شخصيا أحاول الابتعاد عن القضايا التقنية فكيف آتي بآخرين. الزوجة بالنتيجة لديها مهامها في البيت.

- أبو حمزة: يعني من الممكن أن تجلب لك الماء وأنت تعمل في البيت..!

- الموسوي: ممكن (يضحك)هناك قصص لن أذكرها مذكورة في منتدى بني جمرة عن بعض القضايا التي وصلت عن طريق الإنترنت خصوصا هناك قصة طويلة وحساسة جدا. هي قضية طلاق خاطئ، حيث تزوجت المرأة وهي لم تطلق وأصبحت مشكلة عويصة، سترى كيف عملت التقنية في هذه القصة، وأيضا سترى مهمة زوجتي في هذه القصة.

* بروفايل: كم من الوقت يستغرق منك متابعة الموقع؟ وهل تتابعه بشكل يومي؟

- الموسوي: نعم بشكل يومي وبخاصة الرسائل، فبريدي الإلكتروني مفتوح دائما وخاصة أني استخدم )جي ميل(، سابقا كنت أستخدم (انكريدي ميل) برنامج شبيه بخدمة جي ميل

* بروفايل: هل لديك جهاز خاص بك؟

- الموسوي: لدي جهاز عام وجهاز خاص (لاب توب)

* بروفايل: اللاب توب مفتوح بشكل متواصل أم فقط إذا كنت موجودا؟

- الموسوي: فقط إذا كنت موجودا

* بروفايل: هل يطلع أحد على بريدك الإلكتروني؟

- الموسوي: القصص ممكن أن تطلع عليهم زوجتي، إلا إذا كانت هناك أسماء وخصوصيات فلا يطلع عليها أحد، فالقضايا التي تصل إلى الموقع لا يطلع عليها أحد.

* بروفايل: هل تدخل وقت الليل على الموقع؟

- الموسوي: في فترة الإجازات.

* بروفايل: هل يزاحمك ذلك الوقت في أمور عبادية: صلاة، غيره؟

- الموسوي: هذا الوقت الذي أعطيه إياه هو وقت المطالعة والبحث والإجابات. فأنا أكتب على الجهاز مباشرة بدون استخدام ورق عدا القصاصات، فأنا لست جالسا لشبكة الإنترنت وإنما للجهاز

* بروفايل: لو كنت جالسا ودخل وقت الصلاة هل تقطع تلك الأمور؟ أم تفعل كما يُروى عن أحد الشيوخ المتعلقين بالكمبيوتر؟

- الموسوي : دعني أعطيك فكرة عن الآثار الوضعية لسلوكنا. تأخير الصلاة له آثار وضعية حتى وإن كان في الآخرة، فإن أخرت الصلاة من أجل عمل معين فإن البركة تنزع من ذلك العمل.

* بروفايل: إذن أنت تقطع أفكارك وكتاباتك وقت الصلاة؟

- الموسوي: بلاشك. فلذة الكتابة ومتعتها كلها تذوب أمام أداء الواجبات على وجه الخصوص، فلا جدال فيها.حتى وإن كان أحدهم معي في محادثة على الماسنجر وكان شخصا بعيدا أيضا أعتذر منه.

* بروفايل: لو كان السيد هادي المدرسي معك على الماسنجر؟

- الموسوي: حتى وإن كان. فسأخبره بذلك.

* بروفايل: ابو حمزة أخبرتني بأن زوجتك وبناتك سبقنك في التقنية؟

- أبو حمزة: قبل البيت أريد أن أقول إن رجل الدين لديه ثلاث نقاط في علاقته بالتقنية الإلكترونية: النشر الإعلامي والإعلاني، الدعوة إلى الفكرة أو المؤسسة أو الشخصية التي ينتمي إليها،وأخيرا معالجة قضايا ومشاكل الناس والسيد الموسوي أعطانا أنموذجا لذلك
أريد أن أعلق على ما سرده السيد بما أني كنت قريبا من السيد ورأيت كيف أن موضوع التقنية اتخذه بتلك الطريقة خالجني شعور الخوف، خفت أن يأخذني ذلك الجانب وجربت الفضاء الإلكتروني أنه يأخذك عن الناس فشراهتي مع الناس أكثر.

* بروفايل: هل ممكن أن نعد الانترنت مجلسا؟

- الموسوي: ممكن أن يكون مجلسا افتراضيا ولكن الناس الذين يحويهم حقيقيون.

- أبو حمزة: في الوقت الذي كان فيه السيد محمود في السلمانية- حيث مقهى الإنترنت- أنا كنت في سجن جو وبالتالي نحن سمعنا عن الإنترنت ونحن في سجن جو ولم نستطع أن نستوعبه كل الاستيعاب، الكمبيوتر أصلا بزغ نجمه من نهاية 81-94 الكثير من القضايا لم نعاصر انطلاقتها، لقد استعصى علينا تعلم الحاسوب قبل الإنترنت لأنها في إطار الجانب العملي. في السجن وصلتنا مذكرة عن الحاسوب ولكن لا أحد يستطيع أن يطبقها، فخالجنا إحساس بأننا أميون بالنتيجة في الكمبيوتر وليس الإنترنت، وهذا الإحساس كان يلاحقني عندما خرجت من السجن وعملت فأدركت بأنه لابد لي من تعلم الكمبيوتر، وفعلا تم ذلك.

* بروفايل: خرجت من السجن سنة كم؟

- أبو حمزة: خرجت سنة .1994

* بروفايل: وأين رأيت الكمبيوتر؟

- الشيخ أبو حمزة: هناك احتمال أنني رايته عند بعض الأصدقاء، ورايته في بيت الموسوي وهذا جعل أمية الكمبيوتر تلاحقني بالنتيجة إلى أن وبينما كنت أعمل في أحد المؤسسات قررت أنا وبعض الأصدقاء الأميين في الكمبيوتر تعلمه فذهبنا إلى معهد المعلم في منطقة جدحفص في مجمع الهاشمي لمحو أميتنا في الكمبيوتر. لقد فرض الكمبيوتر نفسه لكني لم أدخل فيه بقوة، فظللت على هامش الموضوع، جزء من الأسباب أنني كنت أقنع نفسي بأني لا أمتلك الوقت، فالحالة الشعبية والناس هو الهواء الذي يتنفسه عالم الدين والبحر الذي يسبح فيه. بعض علماء الدين أخذهم هذا العالم الافتراضي إن صحّ التعبير وضعفوا شعبيا، ولكن في وجود أدوار آخرين شعبية لا يؤثر ذلك، فلا بد أن تكون هناك حالة من الموازنة، ففي الوقت الذي ينطلق فيه البعض إلى العالم الافتراضي ويؤدي بالفعل رسالة في هذا العالم ولكن لا بد أن يكون هناك تعويض في الجانب الآخر

* بروفايل: لنسأل السيد محمود!

- الموسوي: العمل الاجتماعي المباشر يعني أنه لا يختلف في مسألة الاهتمام بالتكنولوجيا أو الاهتمام بالبحث، فمثلا لدينا الآن مهمة بحثية تتطلب منا بالطبع وقتا وهذا لا بد أن يؤثر على أي رجل دين لديه مهمة بحثية سوف تأخذ منه وقتا، فنحن الآن للتو انتهينا من مؤتمر القرآن الكريم على مستوى البحرين والسعودية وكان مؤتمرا مباشرا مع الناس فتأثر بطبيعة الحال.

أريد أن أضيف شيئا، يوم سألت بتأثيره على المسألة العبادية أم لا، أنا من بداية دخولي مجال الإنترنت والكمبيوتر بشكل عام دائما كانت لدي فكرة محاسبة النفس خصوصا في هذا الشيء، ولكن أين الميزان؟ الميزان الذي وضعته لنفسي هو ''المنتج'' ما هو الإنتاج الذي أنتجته في اتصالك مع هذا الجهاز، إذا كان عدد المنتج صفر إذ أن البعض يأخذهم الوقت فتأتي لتسأله ماذا أنتجت فيجيب : معرفة! طيب معرفة كيف؟ ما هي أخبار الدنيا والعالم؟ لا يدري، ما هي المفاهيم الجديدة ؟ لا يدري فكل ما يعرفونه هي مسائل الدردشة وغيرها من الأمور غير مفيدة الحمد لله استطعنا أن نتعامل مع الصحافة، مع المطبعات في خارج البحرين وكله عن طريق الإنترنت.

* بروفايل: كم عنوان شخص لديك على الماسنجر؟

- الموسوي: قرابة العشرة أو الخمسة عشر شخصا.

* بروفايل : إذن ليست لك شعبية؟

- الموسوي: بالأساس أنا لا افتحه إلا نادرا، فهو يضيع الوقت في أحاديث وسلامات، فأنا لا أريد استغلاله في هكذا أمور.

- أبو حمزة:أنا مازلت أحبذ الالتقاء وجها لوجه على المعرفة الإلكترونية.
* بروفايل: هل لديك مشكلة مع التقنية؟ لديك حساسية ما منها؟ منذ البدء وأنت تضعها جانباً؟

- أبو حمزة: نعم لدي حساسية، أنا أفترض أن الوقت الذي أقضيه مع الناس وجها لوجه تأثيره أعمق بكثير.

* بروفايل: ولكن سيكون العدد محدودا، والمكان محصور في المحلي.
أبو حمزة: بالفعل.

ــــــــــــــــــــــــــ
روابط ملف بروفايل
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=58828

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=58827
الصفحات المصورة

http://www.alwaqt.com/pdf-browse-files.php?pid=17883&i=472&f=alwaqt&p=11

http://www.alwaqt.com/pdf-browse-files.php?pid=17880&i=472&f=alwaqt&p=12

http://www.alwaqt.com/pdf-browse-files.php?pid=17881&i=472&f=alwaqt&p=13

http://www.alwaqt.com/pdf-browse-files.php?pid=17882&i=472&f=alwaqt&p=14

من مؤلفاتنا