إن التشيّع الإمامي الإثني عشري لم يصل إلى حالة مجده ورسوخ أصوله وسعة وجوده دون رعاية إلهية، فلقد كانت سيرة أهل البيت (ع) جهوداً في تلك الصناعة، تأسيساً ونضوجاً وانتشاراً، ولقد كان للإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) الدور البارز في ذلك من ناحية التظهير والتثبيت والانتشار، وهذه الحقيقة التي يقصر عن فهمها قارئ التاريخ بقصر نظر لا يصل حدّ الأنف ولا يتعدّى مخارج الحروف، بل تحتاج إلى قارئ حصيف للتاريخ ومحلّل بصير لحركته.
بالإضافة إلى ما أبداه الإمام الصادق في كثرة الرّوايات التي حملتها عنه الأسفار والصّدور، قد رمى ببصيرته لتأسيس خارطة المجد الشيعي الممتدّة في أبرز بقاع النور...