الإمام الحسين النور الجلي والمنار الهدي

تقديم

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.

يطيب لي أن أقدّم عرضاً موجزاً لاعتقاد الشيعة الإمامية الإثني عشرية بالإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، محاولاً تظهير المعالم الأساسية في الاعتقاد الصافي، بعيداً عن الطرح الكلامي الذي يشوبه النقص والخلل، لما فيه من ملابسة مع اعتقادات الآخرين الناقصة المنتقصة من أهل البيت (عليهم السلام)، والتي طالما حاول العلماء عرضها من هذه الجهة في مقام المحاورات الحقيقية أو المفترضة لجهة مقابلة تحاول أن تتفهّم الإمامة من منطلقاتها وأسسها التي تتبناها.

وإن كان للبحوث الكلامية وجه صحيح، فهو في مقام المحاورات، ومن أجل إقناع الآخرين خطوة خطوة من خلال الأسس التي يؤمنون بها، إلا أنه ومع الأسف الشديد باتت جل أطروحاتنا عن عقائدنا الحقّة إنما تُعرض من هذه الجهات الكلامية الفارغة من محتواها الأصيل، والمكدّرة بشوائب أفهام نال منها النقص والتقصير والتشكيك في مجمل عقائدنا الصافية، فظن البعض ونهم بعض العلماء أن ما يُطرح في المباحث الكلامية الناقصة هو إيماننا الكامل، فتأثر المُفيد بما أراد أن يبدأ به المستفيد.

أقدّم هذه السطور المختصرة في العقيدة الصافية آملاً في أن تتكاثر البحوث الاعتقادية من منطلقها العقلي النير والروائي الصافي بعيداً عن ما شابها من البحوث الكلامية.

وسوف ألحق بهذا المختصر مختصراً آخر حول العقيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) في الوعي السنّي ومن منطلقات وأسس المذهب السنّي وما يستتبع ذلك من ملازمات ضرورية تفضي إلى الإيمان الصحيح بالإمام الحسين (ع) كإمام مفترض الطاعة معصوم من الزلل.

ولقد اقتبست هذين الوجيزين من موسوعتنا حول الزيارة الحسينية لتعميم الفائدة، وأسأل الله تعالى أن يكون في هذه السطور النفع للمؤمنين والهداية للمسلمين للنور الحقيقي للإمام الحسين (عليه السلام).

السيد محمود الموسوي

بني جمرة / البحرين

1443هـ