المشروع القرآني . . وتحديات الواقع المعاصر

ضمن فعاليات بعثة الحج التابعة للمرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظلّه) تصدر نشرة ثقافية من اللجنة الإعلامية للبعثة ، وقد أجرت النشرة لقاءَ مع السيد محمود الموسوي ، حول المشروع القرآني ، والتحديات المعاصرة ، باعتباره المنسق العام لمؤتمر القرآن الكريم في البحرين.في حوار مع المنسق العام لمؤتمر القرآن الكريم .
المشروع القرآني . . وتحديات الواقع المعاصر

يكتنف العمل الإسلامي في الواقع المعاصر اليوم العديد من التحديات التي تواجهه لخلق وجود إسلامي حقيقي يتمتع بالأصالة ويتناغم مع المتغيرات، وتزداد كثافة التحديات إذا ما كان منطلق المشروع الإسلامي هو مؤسسة قرآنية؛ تحاول أن تنطلق من الرؤى والبصائر القرآنية لبرمجتها ضمن قنوات اجتماعية ـ إعلامية ـ ثقافية، وذلك لتراجع الهم القرآني لدى العديد من رواد العمل الإسلامي أصلاً ناهيك عن غيرهم.

في ظل هذه الأجواء تطالعنا في الواقع الخليجي مجموعة من المؤتمرات القرآنية التي تحاول أن تتخذ من القرآن مرجعية ومنهجاً، وهي بذلك تحاول خلق وعي قرآني حضاري يأخذ بيد الأمة إلى الأمام.

في هذا الحوار تلتقي نشرة "المرجع والأمة" المنسق العام لمؤتمر القرآن الكريم؛ الذي يعقده ممثلية المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي في البحرين، وهو سماحة السيد محمود الموسوي.

ما هي الأجواء التي خلقت فيها فكرة إقامة مؤتمركم القرآني الأول؟

تكونت فكرة مؤتمر القرآن الكريم السنوي في البحرين من أجواء وعي مترسخ لدى مجموعة من العلماء وطلبة العلوم الدينية. وهذا الوعي هو نتيجة لما تعتمده هذه المجموعة من روافد على المستوى العلمي، وأهمها وأساسها هي الرافد المرجعي المتمثل في توجيهات واهتمامات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (حفظه الله).

حيث تميّز باهتمامه بالقرآن الكريم كمحور في عملية التحرك، ومحور في عملية التفكير بجميع مستوياته وتنوعاته منطلقاً من إرشادات أهل البيت (ع) وبصائر القرآن الكريم، التي تؤكد أن أي تقدم وأي صياغة لفكرة من الأفكار لا يكون القرآن الكريم رافداً أساساً فيها لن تكون حقيقية، ولذلك قامت ممثلية المرجع المدرسي في البحرين بتبني هذا المشروع.

ما هي الأهداف التي ترجونها من عقد هذا المؤتمر؟

لقد قصدنا من هذا المؤتمر القرآني أن يكون القرآن حاضراً في وعي الأمة، وحاضراً عند المجتمع في تقبلهم لتلك الأطروحات، ولكي نكون بالفعل ممن يهتدي بنور القرآن الكريم الذي جاء شفاء لكل داء. ومن خلال اشتغال المؤتمر بالموضوعات الحيوية، سيتبين للناس مدى تداخل واهتمام القرآن الكريم بشؤون الأمة في كافة مستوياتها.

هل ثمة صعوبات واجهتكم؟

لا شك أن أي مشروع سيلاقي صعوبات اعتيادية في بعده الإداري، إلا أن العزم والإصرار من قبل القائمين عليه سهّل كل تلك الصعوبات وذللها ولله الحمد. ويمكن أن نسجل أهم صعوبة إجرائية واجهت إقامة المؤتمر، وهي أن هذا المشروع وتجري في دولة لها ظروفها واعتباراتها وتقلباتها، فقد كان من المزمع عقد المؤتمر قبل أن يعقد بالفعل قبل ما يقارب من خمسة أشهر، وقد تأخر بسبب تلك التقلبات من قبل الجهات التنفيذية في الدولة، حيث أعيق إجراؤه في المكان الذي اتفق أن يكون فيه وهو (بيت القرآن) في البحرين، فقد فوجئا بإلغاء التوقيت وإحلال فعالية أخرى، كما منعت إحدى الشخصيات الأساسية المشاركة من الدخول للبلاد عبر المطار.

كما طولبنا بإجازة رسمية وما شابه ذلك من التعقيدات، ولكن برغم أن هذه الحادثة أخّرت المؤتمر خمسة أشهر، إلا أن القائمين عليه أصّروا على إقامته بصورته الأهلية وكما يراد لها أن تسير، وقد وفق الله تعالى لذلك.

هل وضعتم آلية لمتابعة العمل على تنفيذ توصيات المؤتمر؟

منذ بداية تأسيس المؤتمر كان همنا هو المساهمة في خلق أجواء تداولية يكون محورها القرآن الكريم لتتشكل لدى المجتمع حالة من الوعي والاهتمام بالقرآن باعتباره حبل الله المتين والنور الذي أُنزل على سيدنا محمد (ص). ولعلنا ننطلق إلى أبعد من هذا الهدف في المؤتمرات القادمة، حيث أن المؤتمرات والفعاليات الفكرية بشكل عام يمكن أن تنقسم إلى قسمين، الأول: فعاليات ذات طابع تداولي، تركم بدورها المعرفة في المجتمع وبالتالي فهي تشيع أجواء فكرية وثقافية معينة ليعيش المجتمع هذه الصبغة، وهذا بدوره يفضي إلى استفادات عامة من خلال الأجواء، وإلى استفادات خاصة للمتابعين. أما القسم الثاني: فهي فعاليات ذات طابع عملي؛ أي أن لها امتدادات وسبلاً تسير فيها الأعمال الفكرية كتوصيات أو قرارات.

ونحن في هذا المؤتمر من القسم الأول، ولا شك أن هذا القسم يمكن أن يتحول إلى الثاني في عملية تطويرية لأهدافه، وإلى الآن نحن في بدايات التجربة ونأمل أن تسير في عملية التكامل.

طرحتم في الدورة للأولى موضوع الإصلاح والتغيير، ما هو تصوركم لماهية الموضوعات المزمع تبنيها في الدورات القادمة؟

الأفق الذي تعتمده اللجنة الاستشارية التي تحدد موضوعات المؤتمر، هو الحاجة التي يحتاجها المجتمع في وقته الراهن، والعمل على سد النقص في جهات الفراغ الموجودة، وبما أن الفراغ واسع فإن اللجنة تعمل على تحديد الأولويات التي يعيشها البلد نفسه. وهذا ما سيكون معتمداً في المؤتمر الثاني بإذن الله تعالى.

لدينا جانبان في المؤتمر، جانب البحوث القرآنية ويناوله المؤتمر عبر الدراسات المستخلصة من القرآن الكريم لتعالج احتياجات الواقع. وجانب آخر هو جانب مناقشة الوضع والواقع القرآني وسبل المساهمة في تطويره، وهذا الجانب تقوم به ورشة العمل، وقد خصصت في المؤتمر الأول لمناقشة الخطاب القرآني الموجه للأطفال من قبل الجمعيات والمراكز، وقد شارك فيها عدد منها بتفاعل يدعو لتنميته ومواصلته.

بصفتكم من المتصدين لهذه الفعالية القرآنية. ما تقويمكم لمستوى التفاعل مع القرآن الكريم؟

بشكل عام التفاعل مع التظاهرات القرآنية جيد، ولكن هذا التفاعل إلى الآن هو تفاعل مع القرآن كشكل وكرسم وكمظاهر، لم يرق إلى التفاعل الحقيقي مع المضامين القرآنية الجادة؛ التي تعالج هموم الواقع وفكرة المؤتمرات هي خطوة في هذا الاتجاه.

ما هي الأصداء التي قمتم برصدها بعد انعقاد مؤتمركم في نسخته الأولى؟

لله الحمد إن الأصداء من قبل الناس ومن قبل المراكز والجمعيات القرآنية طيبة جداً، وقد عبروا لنا عن هذا الشعور، كما أن الصحافة تناولته بالتغطيات الخبرية، وبعضها بالنقد، وهذا اهتمام بحد ذاته نرحب به من أجل تكامل التجربة.

من مؤلفاتنا