دعاء أهل الثغور للإمام زين العابدين، بين ملابسات الواقع السياسي والدور الحضاري

الكتاب: دعاء أهل الثغور للإمام زين العابدين (ع)، بين ملابسات الواقع السياسي والدور الحضاري

ahlalthokoor

المؤلف: السيد محمود الموسوي

الحجم: الوسط، 58 صفحة

إصدار: 1439هـ/2017م

الناشر: 

لتحميل الكتاب

pdfalthokoor.pdf

 

 

 

لمحة عن الكتاب :
 

باعتبار أن حياة أهل البيت (ع) هي موضع نظر الباحث، ليظهّر منهاجهم بوضوح، من أجل الإقتداء بسيرتهم النيّرة لبناء حياة حضارية طيبة، ومن أجل اتخاذ مواقف حياتية متكئة على مبدأية التاريخ الناصع والميزان الجامع لحياة الفرد والأمة، لهذا الغرض المعرفي الذي يكامل به الإنسان رؤيته الحضارية، لابد من بحث المواطن التي تجلّت فيها مواقف صارخة لأهل البيت (ع) تجاه واقعهم، ومن تلك المواقف ما يتسم بوضوح انسجامه مع تعاليم القرآن والقيم الثابتة للدين والتي أسس قواعدها أهل البيت (ع)، ومن المواقف ما يحتاج إلى بحث لمعرفة موقعيته من تلك القيم ومدى انسجاميته معها، باعتبار خفائها أو ما يظهر من مخالفة لأصل القيم بحسب النظر الأولي، بل ويمكن أن نقول أن البحوث في تلك المواقف يمكن أن تؤدي إلى قناعة بأنها من صنيعة المخيلة التاريخية ولا واقع لها، فيما إذا ثبت قطعاً مخالفتها لقيم الدين وروح الشريعة المقدّسة.

                والبحث في حياة الإمام زين العابدين (ع) حافلة بمجموعة من المواطن التي تحتاج إلى استظهار وموائمة مع القيم الدينية الثابتة، باعتبار الواقع السياسي المأزوم، وباعتبار المهمّة الشائكة التي كانت ملقاة على عاتق الإمام كونه قيادة ربانية مسؤوليتها قيادة الأمة، سواء كانت في سدّة الحكم أو كانت بعيدة عنها، ومن تلك الأمور هو دعاؤه المعروف الوارد في الصحيفة السجادية، والمسمّى بدعاء أهل الثغور، والذي يبدأ بـ "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وَأَسْبِغْ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ.. إلى آخر الدعاء.

                إن ملخص الإشكالية في تناول هذا الدعاء عبر التساؤل البحثي التالي: كيفيمكن فهم أن يدعو الإمام (ع) إلى أهل الثغور وهم تابعون لسلطة جائرة، وهو على خلاف معها سياسياً ودينياً، فكيف يمكن فهم الدعاء لهم في ظروف الخلاف السياسي والعقدي العميق الذي وصل أوجّه في عهد الإمام زين العابدين (ع)؟!

.

من مؤلفاتنا