يوم التاسع من ربيع يوم من أيام الله

قال الله تعالى:zahraa4

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).

التذكير بأيام الله ضرورة، لأنها آيات باهرات، لمن أراد الخروج من الظلمات، والدخول إلى ساحة النور، متحلياً بحلية الصبر والشكر..

وبين الصبر والشكر تفاعل عجيب، فعلامة الصبر الشكر، كما أن الشكر طريق يؤدي إلى الصبر..

أما الآيات النافذة لكل صبّار شكور، فعبر الآلية القرآنية المتجلّية في  التذكير بأيام الله.

وكل الأيام أيام الله، إلا أن النسبة في مقام بيان المظاهر البيّنة لتكون آيات مشهودة لمن له أدنى بصيرة.

فأيام الله هي: كل يوم تجلّت فيه عظمة الله بنحو من الأنحاء التي يشهدها وعي الناس.

فأيامه أيام نعمه وآلائه على أوليائه، وأيام عقابه لأعدائه، والأيام المشهودة كيوم القائم المنتظر (عج) ويوم القيامة.. كما أفادت بذلك الروايات الشريفة.

يوم التاسع من ربيع يوم من أيام الله، وهو آية لكل صبّار شكور، فينبغي للمؤمن أن يصبر على البلاء في طريق الحق، ويشكر الله تعالى على نعمه، ونعمة الولاية هي الكبرى.. ونعمة الإنتقام من أعداء الله كذلك..

فنصرة الله للأنبياء وبعثة النبي (ص) وتولية أمير المؤمنين (ع)، ونصرة المؤمنين، وقيام القائم (عجل) كلها أيام الله..

وهلاك فرعون، وعذاب قوم ثموم، وتدمير أصحاب الفيل، وانهيار أصنام قريش الحجرية والبشرية، والإنتقام من قتلة الإمام الحسين (ع)، وهلاك الطغاة على مر التاريخ، كلها أيام الله..

والنعم التي تجلّت في أيام الله تستوجب الشكر، والشكر في آلية المؤمنين هو إظهار السرور لذلك، والدعاء، والصدقة، والإطعام، وما شابهها، كتعبيرات دينية لإظهار الشكر، ومن خلال العناية بها ستكون آيات تذكير لصياغة الوعي، وبالتالي صياغة الكيان "الصبّار الشكور"، وذلك دلالة لخروجه من الظلمات، ودخوله في ساحة النور.

السيد محمود الموسوي

1437هــ

من مؤلفاتنا