الأرجوزة النظمية في الولادة الحيدرية

shmohadبسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

((اللحظة المقدّسة))

نص الأرجوزة النظمية في الولادة الحيدرية 4-6-2-12 الموافق 13 - رجب - 1433

قصيدة مستقاة المطلع من هذه الرواية :

.

الحافظ الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب ص 260) في حديث طويل عن جابر بن عبد الله قال : سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ميلاد علي بن أبي طالب فقال : (لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح (عليه السلام), إن الله تبارك وتعالى خلق علياً من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد).


قد ذكر الكنجي في كفايته
عن جابرٍ فقال في روايته

وهي تفوق هذه العجالة
عن البيان فاستمع مقاله

أوردُ منها وأرى الدلالة
وما الذي الفكر بها أجاله

عن جابرٍ قال سألتُ المصطفى
صلى عليه اللهُ والآلَ اصطفى

عن مولد ابن شيبة الحمد علي
فقال لي ونعم ما قد قال لي

سألتني عن خير مولودٍ ولد
في شبه المسيحِ والوجه قُصد

سوى الذي كان من البتولِ
وما جرى في الحمل من تفصيلِ

فحينما دنى لها الميعادُ
أبعدها عن قومها الميلادُ

فانتبذت من أهلها قصيا
وأنبت الله لها جَنيا

فكان عيسى ابنها المسيحُ
أفصح آياتٍ تلى فصيحُ

كذاك كانت فاطمٌ بنت أسد
أم علي المرتضى حين ولد

وقد حباها الله بالقرب له
وانشق باب البيت ما قابله

فعندما جاءت بقرب الكعبة
بالشوق والعرفان والمحبة

ترفع كفاً بالدموع ضارعه
فتنزل الرحمة وهي خاشعه

فعندها انشق لها الجدارُ
وزجها جبريلُ ثم حاروا

تحير العباسُ وابن قُعْنُبِ
والتأم الجدارُ يا للعجبِ

واجتمع القوم لفتح البابِ
قد حسبوا ضرباً من الأسبابِ

لكنهم من بعد ما جالوا النظر
قد عرفوا الحكمة من رب القدر

وهي بجوف الكعبة الشريفه
تجبى لها الموائد المنيفة

من ورق الجنة كلُ فاكهه
ترزق بالحسنى بعز فارهه

حتى أتتها اللحظة المقدسة
تلي غلاماً في الورى ما أقدسه

قد أنزل الله لها ما أنزلا
وجاءها الأملاك والنور اجتلى

مخدومة في بيت رب العزة
ومن أحب ربه أعزه

فكيف من كان ببطنها احتبى
العروة الوثقى وخير النقبا

وباب حطة الذي من دخله
نجى من الهلاك والمساءله

حبل التقى والوتد المتينِ
وقائد الغر أبو الحسينِ

من بات في فراش خير الرسلِ
فداه بالنفس ونفسه علي

وآية النجوى له قد نزلت
تبيان صدقٍ بعدها قد نسخت

فكان أولى الناس بالرسولِ
فاعرض عن الحاقد والجهولِ

ويوم بدرٍ والذي تلاهُ
وخيبرٍ ما قد رقى إلا هو

مشت فلول الجيش فوق كفه
هذا وكان الفتح لمعُ سيفهِ

ومن به حار وجن مرحبُ
حيدرةٌ هذا ففر مرحبُ

لكنه أخلد للشيطانِ
أوحى له حيدرُ شخصٌ ثاني

فواحدٌ زوج البتول المؤتمن
وآخرٌ أبو الحسين والحسن

خان أبو مرة ذاك صاحبه
وغره إذ للبروز صاح به

فجاء كالثور يثير الغبره
والفارس المغوار يقفو أثره

وما انجلى غبار تلك المعركة
إلا ورأس مرحبٍ قد فككه

وقده نصفين كلٌ في جهه
للنار داحي الباب رأساً وجهه

فأين كانوا حين ذا الصحابه
ذوي الفتوحات وأسد الغابه

فقل لمن يعذل في أبي الحسن
أليس أحرى بك أن تقفوا السنن

تواترت عنه أحاديث بها
مدينة العلم علي بابها

صنو الرسول وأخوه صهره
لله ذر صنوه وذرهُ

آخاهُ إسرافيلُ في عليائها
أول من آخاه في سمائها

تلاه ميكال وجبريل تلى
وحامل العرش بحبه ابتلى

وخازن الجنة قد تيّم به
فالفوز بالجنة إن تم فبه

ذكر عليٍ في للورى عبادة
عائشة قالت ولا زيادة

واسمع لما قال ابو هريره
يساله النبي ذات مره

قال أتدري مومياً من هذا
قال علياً ، عند ذاك نادى

هذا هو البحرُ الكبيرُ الزاخرُ
بحرٌ طويلٌ ليس فيه آخرُ

وكفه مثل الفرات في الندى
وقلبه أوسع من كل مدى

فيا ترى ما عذر من قد أبغضه
أليس في ذلك ذكرٌ وعضه

فاغرف من العلم به مليا
عن ابن عباسٍ أتى عليا

ما أول القرآن قال إذ حضر
باليل اذ أرجاه كي يصفو الكدر

أجابه عما عناه الفاتحه
فقال ما أولها ففاتحه

أولها لو رمت بسم اللهِ
ثم تلى للفجر علماً زاهي

في باء بسم وهي منه ترتوي
يضيئ من بيانه الليلُ الغوي

وقال لو قد زيد ليلٌ زدت لك
يغرف من بحرٍ به حار الفلك

فالعلم من أبوابه تفتح له
وانه نقطة باء البسملة

وباب دار الحكمة المرتلة
يكفيه في الفضل حديث المنزلة

فأول القرآن إن شئت علي
وهو وليي للهدى خير ولي

فهل أتى منه ومنه هل أتى
وآية التطهير فيه قيلتا

تروى الأنام بالصدى من كوثره
مسك ختام المرء بعد محشره

صلوا على المختار طه وكفى
بآله خير الأنام شرفا

***

الشيخ محمد حسن آل إبراهيم


 

من مؤلفاتنا