قراءة في كتاب العولمة والمجتمع لعلي الشرقاوي

awlamaaكتب الكاتب علي الشرقي قراءة لكتاب (العولمة والمجتمع) للسيد محمود الموسوي، في صحيفة الوسط، في عددها 1877، الصادر يوم السبت 27 اكتوبر 2007 الموافق 16 شوال 1428 هـ .
وقد استعرض الكاتب أهم فصول ومحتويات الكتاب بإيجاز..قراءة في كتاب «العولمة والمجتمع»

.


الوسط - علي الشرقي
صدر عن «دار الثقافة»، ومكتبة «دار الجنان» في البحرين كتاب «العولمة والمجتمع، التحديات الجديدة وبرنامج المهمات» للكاتب محمود الموسوي، ويقع في 64 صفحة من القطع المتوسط.

 

وقسم المؤلف كتابه هذا إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول، تناول فيه العولمة والمجتمع، التحديات الجديدة وبرنامج المهام. والقسم الثاني تناول فيه الثقافة الفردية والتفكير الجمعي بين نزعة الأنا وضرورة المشاركة.

أما القسم الثالث، فتحدث فيه المؤلف عن الخصوصية في عهد العولمة.

والآن دعونا نستعرض جانباً من هذه الأقسام بإيجاز. تحت عنوان «تقديم» تساءل المؤلف قائلاً: هل أصبحت فعلاً مجتمعاتنا الإسلامية ذات سمة استهلاكية ولا تنشغل إلا بالهامشيات والقشريات؟ قد تكون هذه هي الحقيقة المرة التي لا نتمناها، لكننا إذا طالعنا من حولنا شمالاً ويميناً، فإننا سنجد الناس في مجتمعنا المشغولين منهم بأمر ما، فإن الأمر لا يتعدى الاهتمامات الشخصية والفردية ذات الأثر الجزئي الذي لا يتعدى الأنوف. وفي موضوع مثل العولمة، لا يلاقي في مجتمعاتنا إلا النفور والتجاهل، ومن الطبيعي أن مثل هذه الدراسة لن يسيل لها لعاب الكثيرين، لا لأنها لا تمس واقعهم بشيء، بل لأنها لا تدخل ضمن دائرة التسامح البتة، والناس اعداء ما جهلوا، كما يقول الإمام علي (ع).

وتحت عنوان «مفهوم العولمة وتحدياتها» كتب المؤلف:

أول ما أطل هذا الاصطلاح على الساحة العالمية كان بلباس اقتصادي محض، إذ يهدف إلى عملية تشغيل رأس المال عالمياً بحيث يصبح كل العالم سوقاً واحدة لمنتجين معينين متمثلين في الشركات الغربية الكبرى، وقد عرفت العولمة بأنها الحركة النشطة والحرة والمتسارعة للمبادرات العالمية، المالية والتجارية، هي إلغاء الحدود والحواجز التشريعية والجمركية وخلافها أمام حركة النقل للسلع ورؤوس الأموال، وذلك بهدف جعل العالم سوقاً واحدة للمنتجات الغربية لتعزيز الثقة بين العالم الغني والعالم الفقير، ليصبح الغرب أشد غنى، والدول النامية والمتخلفة أدقع فقراً، خلافاً للعدل وتساوي الفرص بين جميع البشر.

وتحت عنوان: الثقافة الفردية والتفكير الجمعي، كتب المؤلف قائلاً: لقد وهب الخالق جل وعلا للإنسان باعتباره الفردي مكانة خاصة بين سائر الأفراد من المخلوقات الأخرى وميزه بمميزات خلاقة لا يتحصل عليها ما دونه من المخلوقات، وعلى رأس تلك المميزات والخواص قدرة العقل، تلك القدرة التي يتمكن من خلالها النظر إلى الأشياء بأبعادها الكلية، إذ تعطيه بعداً استنتاجياً لرؤية الحياة بمنظار واع ومسئول، يضع في حسبانه مبادئه ومنطلقاته ومعاييره الفكرية، ليسعى لتحقيق تطلعاته وأهدافه.

أما تحت عنوان «الخصوصية في عصر العولمة» وهو القسم الأخير، فقد كتب المؤلف: تتعالى صيحات مدوية في الأوساط والمحافل الثقافية تنادي بالانفتاح على المجتمعات الأخرى كشرط من شروط التقدم، وسمة من سمات المجتمعات المتحضرة، ويتبين لنا مظهر هذا الادعاء بالانفتاح جميلاً وتقدمياً عندما تقابله بمفهوم الانغلاق بما يوحيه هذا المفهوم من سلبية، إذ يوحي فيما يوحيه بالتقوقع وعدم الانطلاق والتخلف وعدم التجديد، فالانفتاح بهذه المقابلة ستكون له دلالة في ذهنية الإنسان، عكس تلك الدلالات التي يوحيها مفهوم الانغلاق.

من مؤلفاتنا