قراءة في كتاب: القادم من العالم الآخر، بقلم الشيخ محمد آل إبراهيم

shmohad

 قراءة في كتاب: القادم من العالم الآخر

بقلم سماحة الشيخ محمد حسن آل إبراهيم

اسم الكتاب:  القادم من العالم الآخر.

المؤلف: السيد محمود الموسوي.

.

الطبعة الأولى: 1433هـ/2012

الحجم: A5

عدد الصفحات: 144

(بصائر موضوعية لحياتك من أدعية شهر رمضان اليومية)

يقدمها سماحة السيد محمود الموسوي في كتابه الأخير "القادم من العالم الآخر"

        حيث تتحدث مقدمة الكتاب حول نقطة مركزية تعتبر المنطلق الأساس لبناءه وهي مدى تأثير العبادة  في حياة الإنسان والسير به نحو الكمال الإنساني والفضيلة، وبتعبير آخر نحو النجاح والفلاح.

        وينطلق الكاتب من خلال التبشير بعالم الروح حيث الطهر والقداسة، الروح بمعناها الأنقى ومرتبتها الأرقى ، كما يعد القارئ بالعروج عالياً عبر الدعاء كبُراقٍ جامح بقدر جموح وعي الداعي وإدراكه لحقيقة الدعاء ومضامينه.

        ويشير إلى النماذج الربانية التي نلتقيها ونعجب بها فنظن أنها نتاج عالم آخر غير الذي نعيشه لما لها من صبغة ربانية ونبوغ في دنيا النجاح.

        ويبشر القارئَ بأن بإمكانه أن يتغير ويغير ذاته للأفضل فيكون أحد هذه النماذج المثالية  عبر الإنبعاث الجديد من ذلك العالم الآخر.

         ويؤكد أن الدعاء في يقين أهل البيت هومن مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح، وهذا المفهوم يكاد يكون غير مألوف على المستوى العملي إذ ليس هو معناه الطلب وانتظار مردود الطلب "الدعاء"، بل هو أكثر من ذلك إذ يطرح بوضوح أهمية اعتبار الدعاء كحركة تغيير شاملة تمس جوهر الإنسان وتمسك بنقاط التوجيه لديه وذلك من خلال ما يعطينا إياه الدعاء وهو ما يتعدى مجرد التوجه والخشوع ومنه:

-        عمق المعرفة واكتشاف الحقائق.

-        خارطة الحياة الطيبة وسننها الثابتة.

-        مناهج التفكير السليمة.

-        خطط التدبير الصحيحة.

-        طرق المجد وسبل النجاح.

-        مكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات النفسية.

-        التسديد الإلهي والتوفيقات الخفية.

نعم إن تلك الأدعية اليومية القصيرة التي نقرأها في نهار شهر رمضان من كل عام وقد يغفل عنها البعض أحياناً تكمن في كنهها طاقة تغييرية كبيرة كان للكاتب قصب سبقها بهذا المنحنى المرتفع.

فقد رسم الكاتب منهجاً يوضح آليته في استجلاء البصائر الموضوعية للأدعية الثلاثين عبرالمنهج التالي:

·       النظر لكل دعاء كوحدة موضوعية، جرياً مع فقراته على الأساس الموضوعي المختار، ولا يعني ذلك الانحصار في السياق الذي جرينا عليه في البحث.

·       اعتماد خواتيم الدعاء كمنطلق موضوعي للموضوع باعتبارها مواد متوسّل بها أو غايات منشودة.

·       إيضاح مفردات الدعاء ضمن المتن وفي سياق عرض الأفكار، للمحافظة الشكل الموضوعي.

·       دعم فكرة الدعاء بالآيات والروايات، واستيضاح الآفاق الموضوعية منها.

·       الاقتصار على الاستفادة من نصوص الأدعية والاكتفاء بذكرها دون ذكر ثوابها، لعدم تشعّب موضوع الأدعية.

·       اعتماد العرض والأسلوب التربوي للاستفادة من بصائر الدعاء.

وهنا قد يقفز للذهن سؤال:

وهو ما مدى فلاح المنهج المستقى من اسقاط نوع من آلية التدبر في آيات القرآن الكريم على هذه الأدعية ؟

وهل أفلح الكاتب في الربط بين فقرات الدعاء الواحد؟

وهل هناك بالفعل جامع مشترك بين الأدعية الثلاثين بعمق الترابط الموضوعي الذي تعد به المقدمة؟

الجواب على ذلك يتحصل ممن استمتع بقراءة هذا الكتاب الرائع حيث ينقلك بالفعل لعالم آخر، و الذي يجيب بنفسه عن هذه الأسئلة في سبك جميل سيال متناغم.

qadem3

 

من مؤلفاتنا