1- في تفسير القمي: عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) قَالَ‏ خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ‏ بَيْتِ‏الْمَقْدِسِ‏ وَ مَعَهُ‏ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ عَنْ يَمِينِهِ عَلَيْهَا الْإِنْسُ- وَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ عَنْ يَسَارِهِ عَلَيْهَا الْجِن‏..إلى آخر الحديث..

2- في الوسائل: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) فِي حَدِيثٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ يَعْقُوبُ حَمَلَهُ يُوسُفُ (ع)- فِي تَابُوتٍ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ فَدَفَنَهُ‏ فِي‏ بَيْتِ‏الْمَقْدِسِ‏.

فبيت المقدس أرض مباركة وحولها كانت العديد من الأحداث التي وقعت لأنبياء الله، وشهدت الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) بفضل مسجد بيت المقدس، منها:

1- من لا يحضرة الفقيه:  قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) لِأَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ- الْمَسَاجِدُ الْأَرْبَعَةُالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ- وَمَسْجِدُ الرَّسُولِ ص- وَمَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ- وَمَسْجِدُ الْكُوفَةِ يَا أَبَا حَمْزَةَ الْفَرِيضَةُ فِيهَا تَعْدِلُ حَجَّةً وَالنَّافِلَةُ تَعْدِلُ عُمْرَةً.

2- في وسائل الشيعة: عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِ‏ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ (ع) قَالَ: صَلَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ تَعْدِلُ‏ أَلْفَ صَلَاةٍ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ مِائَةُ صَلَاةٍ وَصَلَاةٌ فِي مَسْجِدِ الْقَبِيلَةِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلَاةً وَصَلَاةٌ فِي مَسْجِدِ السُّوقِ اثْنَتَا عَشْرَةَ صَلَاةً وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ وَحْدَهُ صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ.

فالصلاة فيه لها فضل كبير، حيث أن الصلاة فيه تعدل حجة، وألف صلاة، والنافلة تعدل عمرة.

ولا يخفى أن أفضلية الكعبة عليه وأفضلية مسجد الكوفة عليه، لا يعني أنه ليس بذي فضيلة، فقد أفرد الحر العاملي رحمه الله في كتاب وسائل الشيعة باباً بإسم (باب استحباب الصلاة في بيت المقدس...).

ثم لا يخفى على أي مسلم أن قبلة المسلمين الأولى كانت لبيت المقدس، ثم تحولت إلى بيت الله الحرام، وقد ذكر القرآن هذا الحدث.. وقد صلى تجاهها المسلمون فترة من الزمن، ويدل عليه الرواية التالية:

وسائل الشيعة: عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَتَى صُرِفَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الْكَعْبَةِ- قَالَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ بَدْرٍ- وَ كَانَ يُصَلِّي فِي الْمَدِينَةِإِلَى‏ بَيْتِ‏ الْمَقْدِسِ‏- سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْراً ثُمَّ أُعِيدَ إِلَى الْكَعْبَةِ.

أما عن المعراج، فإن يشتبه على البعض ممن ليس لديهم خبرة في الروايات الشريفة فيحكمون بأول رواية تقع عليها أعينهم، بينما ينبغي التثبت والبحث في سائر الروايات كي يخرج برؤية متكاملة، فإن روايات أهل البيت (ع) فيها المحكم والمتشابه كما للقرآن الكريم..

إن المعراج وقع مرتين،

فعلى بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله عليه السلام و انا حاضر فقال: جعلت فداك و كم عرج برسول الله صلى الله عليه و آله؟ فقال:مرتين‏..

ولذا فإن خارطة العروج مختلفة بينهما.. وورود العروج من الكوفة إلى البيت المعمور هو معراج آخر، أو هو في نفس المعراج ولكن الرحلات متعددة، وتشير بعضها إلى مرور النبي (ص) في نفس الرحلة على مسجد الكوفة..

كما جاء في من لا يحضره الفقيه:  قَالَ النَّبِيُّ (ص)‏ لَمَّا أُسْرِيَ بِي مَرَرْتُ بِمَوْضِعِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ- وَ أَنَا عَلَى الْبُرَاقِ وَ مَعِي جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ انْزِلْ فَصَلِّ فِي هَذَا الْمَكَانِ قَالَ فَنَزَلْتُ فَصَلَّيْتُ فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ أَيُّ شَيْ‏ءٍ هَذَا الْمَوْضِعُ قَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ كُوفَانُ وَ هَذَا مَسْجِدُهَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُهَا عِشْرِينَ مَرَّةً خَرَاباً وَ عِشْرِينَ مَرَّةً عُمْرَاناً بَيْنَ كُلِّ مَرَّتَيْنِ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ.

فلا يخفى أن الروايات العديدة تشير إلى أن النبي (ص) قد عرج به من بيت المقدس إلى السماء.. (والروايات عبّرت عن بيت المقدس) كي لا يشتبه على البعض حول تسمية (المسجد الأقصى) الذي قد يطلق عليه وعلى البيت المعمور. وهو ما عبّرت عنه الرواية (ذاك في السماء)، فلمّا رجع الراوي ليسأل الإمام مرة أخرى أن الناس يقولون أنه بيت المقدس، رد عليه الإمام (ع) بأن مسجد الكوفة أفضل، ولم يقل له أن مسجد بيت المقدس لا وجود له.

ومن الروايات التي أشارت إلى رحلة النبي (ص) إلى بيت المقدس، نورد على سبيل المثال:

1- تفسير العياشي: عن عبد الصمد بن بشير  قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول‏ أتى جبرئيل رسول الله ص و هو بالأبطح بالبراق أصغر من البغل و أكبر من الحمار عليه ألف ألف محفة من نور- فشمس‏ حين أدناه منه ليركبه- فلطمه جبرئيل ع لطمة عرق البراق منها، ثم قال: اسكن فإنه محمد ثم‏ زف‏ به‏ من‏ بيت‏المقدس‏ إلى السماء..

2- وفي الكافي: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ ما تُغْنِي الْآياتُ‏ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ» قَالَ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ بِالْبُرَاقِ، فَرَكِبَهَا فَأَتى‏ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَلَقِيَ مَنْ لَقِيَ مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام، ثُمَّ رَجَعَ فَحَدَّثَ‏ أَصْحَابَهُ‏ أَنِّي أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَرَجَعْتُ مِنَ اللَّيْلَةِ، وَقَالَ‏ جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ بِالْبُرَاقِ، فَرَكِبْتُهَا، وَ آيَةُ ذلِكَ أَنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لِأَبِي سُفْيَانَ عَلى‏ مَاءٍ لِبَنِي فُلَانٍ، وَقَدْ أَضَلُّوا جَمَلًا لَهُمْ أَحْمَرَ، وَ قَدْ هَمَّ الْقَوْمُ فِي طَلَبِهِ.

 

من مؤلفاتنا