الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

في البدء يبدوا أن الحديث المذكور ناقص في أصل نصه، والنص الكامل هو:

أن الإمام علي عليه السلام في مرض مرضه بعض أصحابه أنه قال"جعل الله شكواك حطّاً لسيّئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه ولكن يحطّ السيّئات، ويحتّها حتّ الأوراق، وإنمّا الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام، وأنّ اللَّه تعالى يُدخل بصدق النيّة والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة".

وهنا ملاحظات لفهم الرواية، ولفهم علاقة المريض بالأجر:

1 - أن قول الناس للمريض أجر وعافية، هو كقولهم أعطاك الله الأجر والعافية، فالدعاء بالعافية معلوم، والدعاء بالأجر عام وهو سائغ، أي يمكن أن يكون المقصود هو: نسأل الله أن يعطيك الأجر الذي كان الله يعطيك إياه حال صحتك ولا حرمك الله منه.

ورد عن الإمام الصادق (ع): قال رسول الله (ص): يقول الله عز وجل للملك الموكل بالمؤمن إذا مرض: اكتب له ما كنت تكتب له في صحته، فإني أنا الذي صيرته في حبالي).

2 - الرواية ليست في صدد نفي مطلق الأجر في المرض، وإنما لسياق المقابلة فالنفي هنا لبيان أن المرض ليس بديلا عن العمل الصالح ولا ينبغي أن يتكل عليه الإنسان.

هنالك روايات تؤيد هذا الفهم، وهي التي تصرح بأن الله يعطي للمريض أجراً، ففي الرواية: (سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجراً من عبادة سنة).

وفي وصية النبي (ص): لعلي (ع): يا علي أنين المؤمن تسبيح، وصياحه تهليل، ونومه على الفراش عبادة، وتقلبه من جنب إىل جنب جهاد في سبيل الله، فإن عوفي مشى في الناس وما عليه من ذنب).

3 - كما أن المرض أيضاً يعتبر كفارة للذنوب وحاط من السيئات، فقد ورد عن رسول الله (ص): (حمى ليلة كفارة سنة). وكذا كما في الرواية السابقة (فإن عوفي مشى في الناس وما عليه من ذنب).

4 - وإذا كان المريض مؤمناً، فهو دليل حب الله له، في بعض الأمراض، كما عن أبي عبد جعفر (ع): (إذا أحب الله عبداً نظر إليه، فإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث، إما صداع، وإما حمى وإما رمد).

5-  وإذا كان المريض كافراً، فقد ورد عن الإمام الرضاعليه السلام: "المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ولعنة ،وإنّ المرض لا يزال بالمؤمن حتّى لا يكون عليه ذنب".

www.mosawy.com

من مؤلفاتنا