حوار مع الموسوي في قناة أهل البيت

leqaa1بثت قناة أهل البيت (ع) الفضائية لقاء مع السيد محمود الموسوي على هامش مؤتمر القرآن الكريم الذي أقيم في البحرين لعام 2010م، وأشار في اللقاء في الإجابة عن تساؤل حول وجود حلول في القرآن الكريم للمشكلات السياسية من عدمها، إلى أن هناك نوعان من المشكلات: .

الأولى: تلك المشكلات التي يعالجها الأداء السياسي والفعل السياسي، وهذه المشكلات الطارئة يعالجها الأداء والالتزام ومقدار التطابق بين الفعل والقول.. وهذا العلاج ظاهري وخارجي.

النوع الثاني: المشكلات التي تختص بالقيم والمبادئ، وهذه المشكلات هي الحقيقة، القرآن الكريم بشر بمجموعة من القيم والمبادئ التي يكون أجلى صورها في الأداء السياسي، مثلا: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ)، وقول الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) فالقرآن لا يبشر فقط بالعدل، وإنما يدعم العدالة بالإحسان، ليكون الساسة ليسوا أهل عدل وحسب، بل لابد أن يكونوا من المحسنين، أي أن أدائهم في عملية العدالة يتفوق ويصل إلى درجة الإحسان، وهذا يضمن أداء أكثر جودة.

نعم إذا عمل بالقيم الأساسية كالعدالة والأمن والكرامة، مثل هذه القيم الأساسية في القرآن التي هي في مجال السياسة، إذا عمل بها فبلا شك تحل جميع مشكلات الإنسان السياسية.

وحول تساءل عن إمكانية الأخذ ببعض النظريات القرآنية في العملية السياسية وفي الفعل السياسي، أجاب بأنه لاشك أن القرآن الكريم قد وضع القيم الكبرى التي ينبغي أن يعمل بها الأتباع والمسلمون، وضع الأغلال تعبيراً عن الحرية، (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)، وأمر بالعدل والإحسان، والكرامة (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، هذه القيم لابد أن تؤخذ بمجموعها، أما أن نأخذ بعضا منها، فهنا ينطبق علينا قول الله عز وجل، (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ).. هذه مشكلة أن يأخذ ما يخدم سياسته، ويترك ما يعتقد أنه ليس في مصلحته، وهنا يحصل التضارب بين الإدعاءات.

وقد نوه في حديثه إلى أن الحالة السياسية هي قمة الهرم التي تصاغ بها الأمة، لذلك فإن السياسة مرتبطة بالاجتماع، ومرتبطة باقتصاد الناس، بمعاشهم، فإذا صار الخلل في السياسة فإنه يعم سائر الجوانب..

من مؤلفاتنا