بمناسبة استشهاد أمير المؤمنين (ع)

Jc36w-HyI1_832630140عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد أمير المؤمنين ومولى الموحدين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ونسأل الله أن يقضي حوائجكم ببركة الإمام، وجعلنا الله وإياكم من اللمهتدين بهديه، والمقتفين لنهجه، والداعين إلى الصراط الذي مضى عليه، سلام الله عليه.

نبذة عن الإمام علي (ع)

.

 

اسمه:

علي أبن أبي طالب (عليهما السلام).

كنيته:

أبو الحسن ،أبو تراب.

لقبه:

أمير المؤمنين وسيد الوصيين والمرتضى وحيدر والأنزع والوصي.

ولادته:

ولد داخل بيت الله الحرام(في الكعبة) في13 من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة.

أبوه:

عبد مناف(أبو طالب) وهو أخو عبد الله أب النبي(صلى الله عليه وآله) لامه وأبيه.

جده: عبد المطلب بن هاشم سيد قريش.

أمه:

السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية تزوجها هاشمي.

زوجاته: اول زوجاته سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) وبعد استشهادها تزوج أمامة بنت أبي العاص وأمها زينب بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ثم تزوج ام البنين بنت حزام، وتزوج ليلى بنت مسعود، وتزوج أسماء بنت عميس، وتزوج أم حبيب بنت ربيعه، وتزوج خوله بنت جعفر بن قيس، وتزوج أم سعيد بنت عروة بن مسعود، وتزوج مخبأة بنت امرئ القيس.

أولاده:

قال الشيخ المفيد أنهم سبعة وعشرون ما بين ذكر وانثى وبإضافة الشهيد السقط(المحسن) يكونوا ثمانية وعشرين، أشهرهم: الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس والمحسن وزينب الكبرى وأم كلثوم...

أخوته: عقيل، وطالب، وجعفر الطيار.

حرزه:

الله.. بتألق نور بهاء عرشك من أعدائي استترت وبسطوة الجبروت من كمال عزك ممن يكيدني احتجبت وبسلطانك العظيم من شر كل سلطان وشيطان استعذت ومن فرائض نعمتك وجزيل عطيتك يا مولاي طلبت كيف اخاف وأنت أملي وكيف اضام وعليك متكلي اسلمت إليك نفسي وفوضت إليك امري وتوكلت في كل أحوالي عليك صل على محمد واشفني واكفني واغلب لي من غلبني يا غالبا غير مغلوب زجرت كل راصد رصد ومارد مرد وحاسد حسد وعاند عند ببسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد كذلك الله ربنا حسبنا الله ونعم الوكيل إنه قوي معين.

شهادته: في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 للهجرة.

اغتيال الإمام

غتيل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك في مسجد الكوفة ، و خرَّ صريعاً في المحراب متشحطاً بدمه الطاهر قائلاً : ( فزتُ وربّ الكعبة ) لأنه الفائز الأكبر ، فقد فاز ( سلام الله عليه ) في الدنيا والآخرة و ذلك هو الفوز العظيم .وأي فوز أعظم من أن يقضي الإنسان عمره في سبيل الله وفي سبيل الإسلام المحمدي ، وفي سبيل إرساء دعائم العدالة والمساواة في المجتمع ، والقضاء على الظلم والجور وانصاف المظلومين .

لقد كانت شهادته ( عليه السلام ) انتصاراً له ، وأي نصر أعظم من أن ينتصر الإنسان على أعداء الرسالة الإسلامية من القاسطين والمارقين والناكثين لأجل خلاص الأمة الإسلامية منهم ليكون الدين كله لله عزّ وجل .

فإن اغتيال الإمام علي ( عليه السلام ) هو المجسد الحقيقي للإسلام الأصيل ، والمطبِّق لجميع أحكامه وقوانينه ، والمنفِّذ لجميع تشريعاته .

فقد كان اغتيالاً للإسلام الذي بناه بجهده وجهاده وكيانه ودمه ، واغتيالاً للأمة حيث فقدت خليفة وقائداً إسلامياً فذّاً ، وقمة شامخة في العلم والفضل والجهاد ، وكان جبلاً راسخاً من الثبات والاستقامة والشجاعة والبطولة ، وعَلَماً من أعلام الدين وإماماً للمتقين .

الامام علي (ع) في ذمة الله

أنهى الإمام ( عليه السلام ) مقاومة المارقين ، فشمر عن ساعديه لاستئناف قتال القاسطين في الشام ، بعد أن فشل التحكيم عند اللقاء الثاني بين الحكمين.و قد أمر الإمام ( عليه السلام ) بتعبئة جيشه ، و أعلن حالة الحرب لتصفية القوى المعادية التي يقودها معاوية ، و جاء إعلان الحرب من خلال خطبة لأمير المؤمنين( عليه السلام ) خطبها في الكوفة - عاصمة الدولة الإسلامية - فضمنها دعوته للجهاد.

( ..الجهاد ، الجهاد عباد الله ! ألا وإني معسكر في يومي هذا .. فمن أراد الرواح إلى الله، فليخرج ! ).

ثم بادر الإمام ( عليه السلام ) إلى عقد ألوية الحرب ، فعقد للحسين راية و لأبي أيوب الأنصاري أخرى ، و لقيس بن سعد ثالثة . و بينما كان أمير المؤمنين ، يواصل تعبئة قواته من أجل أن ينهي حركة الردة ، التي يقودها معاوية في بلاد الشام كان يجري في الخفاء تخطيط لئيم من أجل اغتيال الإمام ( عليه السلام ) . فقد كان جماعة من الخصوم ، قد عقدوا اجتماعاً في مكة المكرمة ، و تداولوا في أمر حركتهم ، التي انتهت إلى أوخم العواقب.

فخرجوا بقرارات كان أخطرها قرار اغتيال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و قد أوكل أمر تنفيذه للمجرم الأثيم ( عبد الرحمن بن ملجم المرادي عليه لعنة الله ) ، و في ساعة من أحرج الساعات التي يمر بها الإسلام و المسيرة الإسلامية ، و بينما كانت الأمة تتطلع إلى النصر على العناصر و الفرقة التي يقودها معاوية بن سفيان ، امتدت يد الأثيم المرادي إلى علي( عليه السلام ) ، فضرب الإمام ( عليه السلام ) بسيف ، و هو في سجوده عند صلاة الفجر ، و في مسجد الكوفة الشريف ، و ذلك في صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 40 هجرية.

لقد اغتيل الإمام(عليه السلام) ، و هو في أفضل ساعة حيث يقوم بين يدي الله في صلاة خاشعة . و في أشرف الأيام إذ كان يؤدي صوم شهر رمضان . ثم هو( عليه السلام ) في أعظم تكليف إسلامي ، حيث كان في طريقه لخوض غمار حرب جهادية ، كما كان في بقعة من أشرف بقاع الله و أطهرها( مسجد الكوفة ) . فطوبى لعلي( عليه السلام ) و حسن مآب .

لكن جريمة قتل علي( عليه السلام ) ، تبقى أشرس جريمة و أكثرها فظاعة و وحشية ، لأنها جريمة لم تستهدف رجلاً كباقي الرجال ، إنما استهدفت القيادة الإسلامية الراشدة . و استهدفت كذلك اغتيال رسالة ، و تاريخ ، و حضارة ، و أمة كلها ، تتمثل في شخص علي أمير المؤمنين( عليه السلام ) . و بهذا خسرت الأمة الإسلامية مسيرة و حضارة ، و أروع فرصة و أطهرها في حياتها بعد رسول الله ( صلى الله عليه و آله ).

و لقد بقي الإمام( عليه السلام ) ، يعاني من علته ثلاثة أيام ، عهد خلالها بالإمامة إلى ولده الحسن السبط ( عليه السلام ) ، ليمارس بعده مسؤولياته في قيادة الأمة الفكرية و الاجتماعية . و كان( عليه السلام ) طوال الأيام الثلاثة - كما كان طول حياته - لهجا بذكر الله ، و الثناء عليه و الرضا بقضائه ، و التسليم لأمره ، كما كان يصدر الوصية تلو الوصية ، و التوجيه الحكيم إثر التوجيه ، مرشداً للخير ، دالاً على المعروف ، محدداً سبل الهدى ، مبيناً طريق النجاة ، داعياً لإقامة حدود الله تعالى و حفظها ، محذراً من الهوى و النكوص عن حمل الرسالة الإلهية . و هذه واحدة من وصاياه بهذا الشأن -مخاطباً بها الحسن و الحسين سبطي رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و أهل بيته و أجيال الأمة :

( أوصيكما، بتقوى الله ، و ألا تبغيا الدنيا و أن بغتكما ، و لا تأسفا على شيء منها زوى عنكما ، و قولاً بالحقّ ، و اعملا للأجر و كونا للظالم خصماً و للمظلوم عونا ).

( أوصيكما ، و جميع ولدي و أهلي و من بلغه كتابي ، بتقوى الله ، و نظم أمركم ، و صلاح ذات بينكم ، فإني سمعت جدكما ( صلى الله عليه و آله ) يقول : « صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام » ) .

الله الله في الأيتام ، فلا تغبوا أفواههم ، و لا يضيعوا بحضرتكم.

الله الله في جيرانكم ، فإنهم وصية نبيكم . مازال يوصي بهم ، حتى ظننا أنه سيورثهم.

الله الله في القرآن ، لا يسبقكم بالعمل به غيركم.

الله الله في الصلاة ، فإنها عمود دينكم.

الله الله في بيت ربكم ، لا تخلوه ما بقيتم ، فإنه إن ترك لم تناظروا.

الله الله في الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم في سبيل الله.

فسلام على أمير المؤمنين يوم ولد و يوم قضى شهيداً في محرابه و يوم يبعث حياً..

من مؤلفاتنا