كتاب الحب في طبعته الرابعة، المنقحة والمزيدة

CoverCommanderصدر عن دار الصفوة في لبنان الطبعة الرابعة من كتاب (الحب في العلاقات الزوجية) للسيد محمود الموسوي، بعد أن طبع ثلاث طبعات نفذت من الأسواق.

وتمتاز الطبعة الرابعة بأنها طبعة منقحة ومزيدة ببعض الأفكار والقصص، كما تحتوي على مقدمة خاصة بهذه الطبعة.

.

 

يمكنكم تنزل الطبعة الرابعة وقراءتها من هنا

{phocadownload view=file|id=100|target=s}

ولمشاهدة الطبعة السابقة وأغلفة الطبعات الأخرى

مقدمة الطبعة الرابعة

 

عندما كتبت هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ، وخرج إلى النور في طبعته الأولى،  حرّك في الوسط الذي انتشر فيه ركوداً نسبياً في موضوع الحب الزوجي. وقد شكّل ذلك الحراك ردود أفعال القرأء وتباين آرائهم، واختلاف تعاملهم وطريقة استقبالهم للكتاب ولموضوع الكتاب. وكانت كلها مفرحة بالنسبة لي مع تباينها.

رأيت في هذه الطبعة التي أضفت عليها بعض التعديل والإضافات الحيوية، أن أعرض عليك بعض ردود الأفعال تلك، لترى طرائق استقبال الناس للكتاب، وكيف تعاملوا معه.

لعلنا نتعرف على واقعنا أكثر من خلال هذه الآراء، بل سوف تستفيد من الزوايا التي نظر إليها البعض، والملاحظات التي ذكروها، فأترككم مع تلك المواقف اللطيفة:

يقرأ الكتاب سرّاً

أحد الرجال الذين حصلوا على نسخة من الكتاب وهو يمتلك مكتباً في العلاقات العامة، والتصميم، قرأ الكتاب خلسة، ودون أن يخبر زوجته عن الكتاب، في يوم من الأيام لاحظت أنه يخفي عنها كتاباً، فسألته عن موضوع هذا الكتاب الذي يقرأه، فلم يخبرها، واكتفى بسؤالها: هل شعرتي في معالمتي معك تحسناً هذه الأيام؟ فقالت: نعم الحمد الله أصبحت لطيفاً جداً.. رد عليها: يكفي ذلك.

هذا الرجل عرض عليّ بعد ذلك أن يطبع الكتاب بصورة مختلفة تماماً، ليكون وكأنه تحفة، وقد رفضت العرض؛ لأن سعر الكتاب سوف يصبح فاحش الغلاء على الناس.

يؤشّران بالقلم على ما يأملان

زوج وزوجة حديثي عهد بالعقد الشرعي دون الزفاف، اتفقا على أن يقرأ كل واحد منهما الكتاب، ويضع إشارة على ما يتمنى أن يمارسه الطرف الآخر في الحياة الزوجية القادمة، فقرأه الزوج ووضع إشاراته، وقرأته الزوجة ووضعت إشاراتها..

هدية مكلفة

قدّم أحد الأزواج لزوجته نسخة من الكتاب هدية بمناسبة يوم ميلادها، فرحت به كثيراً، قرأته بنهم، وبعد ذلك أصبحت تذكّره بما في الكتاب الذي أهداها إياه عندما يقصّر في شيء أو يغفل عن شيء.

هذا الرجل لا أعرفه ولكنه يوصل لي عن طريق أحد المعارف سلاماً بين الفترة والأخرى، ويقول له، أبلغ السيد الذي ورّطنا، السلام.

يستحي من الغلاف

قال لي أحد الموزعين للكتاب، أن بعضهم قال أنه يتمنى اقتناء الكتاب، ولكن ما يمنع اقتنائه، هو الغلاف ـ للطبعة الأولى ـ فإنه رومانسي، عليه وردة حمراء قانية، وشريطة علب الهدايا، وخلفيته مرصعة بالورود، وعنوان الكتاب على هيئة قلب!

هدية ثمينة

عندما أهديت أحد الميسورين الكتاب، تفاجأت باتصاله بعد أسبوع، وانهال عليّ بكلمات الشكر والثناء، وقال: قرأت الكتاب ثلاث مرات. وقدّم لي ـ مشكوراً ـ هدية ثمينة.

رغبة في ترجمة الكتاب

وصل الكتاب إلى إحدى الدول العربية، وقد وقع في يدي زوجيين يعملان في التدريس الجامعي، تأثرا بالكتاب، وأخبرا أحد الأصدقاء بأن لديهم الرغبة في ترجمة الكتاب للغة الفرنسية، بحكم أن تلك البلاد تشيع فيها تلك اللغة، وذلك لأن كتاب الحب قد بدّل مفاهيمها الزوجية وشعرا بدفئ الحب الزوجي، فرغبا أن يستفيد منه أكبر عدد ممكن.

تواصلا معي، فوافقت على الطلب، وقد طلبت منهم وزارة الإعلام في بلدهم إذناً كتابياً من المؤلف، فأعطيتهم الإذن، إلا أن الوزارة رفضت الطلب بعد أن قرأت الكتاب، فقد قرأت فيه الآيات والروايات عن النبي (ص) وأهل بيته (ع).

رغبة الزوجات

العديد من الزوجات قرأن الكتاب، وتمنين لو أن أزواجهن يحبون القراءة، ليقرأوا الكتاب، فتنفتح آفاقهم على بعض الأفكار في الحب الزوجي، إلا أن بعضهن يمارسن بعض الإرشادات التي وردت في الكتاب، لأن ممارستها من طرف واحد كفيل بأن ترجع الصدى.

الكتاب جميل إلا فصلاً

أبدى الزوج إعجابه بالكتاب، وكذا الزوجة شاركته الرأي، إلا أنها قالت: كل ما في الكتاب جميل ومفيد، ولكن هناك في النهاية فصلاً يتحدث عن حب الزوجة الثانية.

تبسّم الزوج وقال: ولكن ذلك لمن هو فعلا متزوج من زوجة ثانية، فالحل أن يحبهما معاً، وأن تحبانه معاً.

يباع بأربعة أضعاف سعره

عندما كنت في حج بيت الله الحرام، التقيت أحد المعارف القدامى، تبادلت معه أطراف الحديث، وسألته عن عمله، فأخبرني بأنه يعمل عملاً إضافياً في بيع الكتب، فقلت في نفسي إنها فرصة أن أخبره عن توزيع كتاب الحب في بلدهم التي يمنع فيها الكثير من الكتب. قلت له: عندي كتاب تحت عنوان (الحب في العلاقات الزوجية)، فهل يمكنك أن تبيعه؟ ـ لاحظ أنني قلت له عندي كتاب، ولم أقل له إني مؤلف الكتاب ـ قال: هذا الكتاب عندي، ولكن نبيعه في بلدنا مستنسخاً. قلت: هل أنت متأكد؟ ما اسم المؤلف؟ وكيف هو الغلاف؟. قال: أعرفه، ووصف الغلاف بالفعل، ولم يتذكر اسم المؤلف، فقلت له، وبكم تبيعون الكتاب؟ فذكر مبلغاً، وهو يعادل أربعة أضعاف سعره في المكتبات.

لا ينبغي لعالم الدين أن يكتب في الحب

قال لي مقدم برنامج (وما يسطرون) حيث كان يجري معي لقاءاً تلفزيونياً عن الكتاب: أن أحد المثقفين قال له، أنه لا يؤيد أن يكتب رجال الدين في موضوع الحب، وأرجع السبب إلى أن غير رجل الدين سوف يأخذ راحته أكثر في الكتابة.

سألني عن تعليقي، فقلت له بما أن الدين لديه تصوّر عن الحب، فمسؤوليتنا أن نظهرها، لكي لا يأخذ الناس أفكارهم ممن يروّج لمفاهيم خاطئة في مجال الحب، ولا بأس بأن يأخذ أي كاتب آخر راحته.. ولكن على الكل أن يتحدثوا في حدود الأخلاق والأدب.

صاحب الحب

قال لي عالم دين عندما شاهد الكتاب لأول وهلة: إن الآخوند ـ من علماء الأصول ـ يمسى صاحب الكفاية، إشارة إلى اسم كتابه الذي يدرّس في الحوزات العلمية، وأنت سوف تسمى صاحب الحب!

قلت له متبسماً: وهل الدين إلا الحب!

وهنالك طرائف ولطائف وآراء كثيرة لا يمكنني تذكرها كلها، ولا بأس ببعض الإشارات: فأحد العلماء قال عندما وقع الكتاب بين يديه، وهو متبسم: لابد أن نفحص أنفسنا على الكتاب بعد هذا العمر. وعالم آخر قال ممازحاً: ماشاء الله وصلت فيك المواصيل؟!.. وآخر قال: إن من أولوياتنا أن نكتب ونثقف الناس في مثل هذه المواضيع، لأنها موضع ابتلاء. وعندما وقعت عينا أحد العلماء على الكتاب سألني: عن عدد النسخ التي طبعتها، وعن كيفية تمويل الكتاب. وآخر سألني: هل في الكتاب روايات أهل البيت؟ قلت له بتبسّم: نعم. قال: إذاً سأقرأه، أريد بالفعل أن أقرأ هذا الكتاب.

ولا يفوتني في نهاية المطاف أن أشكر كل من قدّم الشكر والملاحظات حول الكتاب، شفاهة أو عن طريق مرسول أو عبر البريد الإلكتروني، أو في موقعي على شبكة الإنترنت.

وأتمنى لك عزيزي القارئ وأنت تقرأ الطبعة الرابعة من الكتاب أن يقدّم لك شيئاً يخدم حياتك الزوجية.

وأشكرك لاختيارك هذا الكتاب.

محمود الموسوي

من مؤلفاتنا