محاضرة حول نظام القيم في التشريع الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة : 122]

حول موضوع الفقه الإسلامي والنظام القيمي عند المرجع الدرسي، كان موضوع المحاضرة التي ألقاها السيد محمود الموسوي في ممثلية المرجع المدرسي في البحرين، ليلة الأربعاء 2/6/2009م.

.

 

وقد ابتدأ بالتدبر في الآية  122 من سورة التوبة حول ضرورة التفقه في الدين، وما تلتها من الآيات التي بينت أن الفقه فيه حركية وله ومقاصد، وله آثار في المجتمع وليس قشوراً، وهكذا يشير المرجع المدرسي إلى أن كل حكم فقهي ساقه القرآن الكريم لابد أن يشفعه بالغاية والمقصد لذلك الحكم، وهذا يدلنا إلى ضرورة حضور مقاصد الأحكام وحكمة الحكم في عملية الإستنباط وفي عملية الامتثال، لكي لا تفرغ الأحكام عن محتواها ورسالتها.

ثم ذكر أن علم الفقه تناول بأشكال ومناهج مختلفة من زمان إلى آخر، فكانت للعلماء إسهامات تطويرية ، ومنها اسهام المرجع المدرسي في الجانب القيمي، حيث يؤسس هرماً قيمياً مؤسساً من آيات القرآن الكريم ومن روايات النبي وأهل بيته، ثم تدور الأحكام الشرعية حول تلك القيم، وهي عبارة عن تفصيلات ومصاديق مستقاة من تلك القيمة.

ومثل عن ذلك بقيمة السلام وكيفية تفريعها في كافة حقول الحياة بشكل أحكام شرعية، كما في التحية بين المؤمنين، وسلام البيوت في الجانب العائلي، وصفة اجتماعية تحكم علاقات الناس بين بعضهم البعض، وهي غاية سامية على المؤمنين أن يشيعوها ويعلموا من أجلها، وبالتالي فإنها ستشمل طبيعة الأحكام في السياسة والاقتصاد وغيره..

من مؤلفاتنا